تستقطب القمة العالمية لطاقة المستقبل، التي تحتضن فعالياتها العاصمة أبوظبي من 19 وحتى 21 من شهر يناير المقبل، تحت سقف واحد أبرز الخبراء والمستثمرين والمخترعين والسياسيين وممولي الطاقة لمناقشة القضايا المتعلقة بالطاقة وأحوالها سواء البديلة أو المتجددة. وفي هذا الإطار، تعيش أسواق المال والأعمال حالةً من التأهب نظراً لزيادة الضغوط المتنامية لمعالجة ضغوط الرهن الائتمانية، وتقلبات أسعار صرف العملات، والزيادة المضطردة في أسعار السلع لا سيما الغذائية منها. ولهذا لا يظهر للعيان أي وضوح في رؤية السوق الحرة في هذا الوقت، ويبدو كل شيء مبهماً.
148 مليار دولار حجم الاستثمار العالمي بالطاقة المتجددة
ولذلك فإن السؤال الذي يطرح نفسه هنا، أين نحن؟ لم يتبق سوى ستة عشر شهراً من اتفاقية الكربون الجديدة التي وقّعت في العاصمة الدانمركية كوبنهاغن، وثلاثة أشهر لانتخاب رئيس جديد للولايات المتحدة الأمريكية.
كما أننا في طور إنجاز توجيهات الاتحاد الأوروبي المتعلقة بالطاقة النظيفة للعام 2020، حيث يتوقع في غضون عشر سنوات أن يتم بناء 850 معملاً لمعالجة الفحم الحجري، مما يؤثر على المناخ خلال أربعين عاماً إذا لم نعمل على تخفيض انبعاثات الكربون بنسبة 50%.
ويعتقد لورد براون، مدير عام مجموعة "ريفير ستون القابضة" أن غاز الكربون أصبح من الأمور المهمة التي يسعى الجميع للحصول على أفضل التقنيات التكنولوجية لحل هذه المشكلة.
وبالتأكيد ستسهم التشريعات في تشجيع الاستثمار في الطاقة المتجددة، مما سيكون له كبير الأثر. وهذا يحتم علينا إزالة جميع العقبات، ووضع سياسات وآليات راسخة مشجعة في هذا المجال قيد التنفيذ.
وشهد الاستثمار في قطاع الطاقة البديلة والمتجددة ازدهاراً ملحوظاً، حيث بلغ حجم الاستثمار فيه 148 مليار دولار في عام 2007، بنسبة زيادة بلغت 60% عن العام 2006. ومن خلال المراقبة المستمرة لأسواق الطاقة من قبل وسائل الإعلام والمستهلكين على حد سواء، لا يزال يشعر الممولون بالحذر من الخيارات المتنوعة التي ربما لن تكون مجدية من الناحية التجارية.
وقال أنوب جاكوب، المدير والشريك في صندوق "فيرجين غرين"، شركة مساهمة خاصة تستثمر في حلول الطاقة المتجددة وتقنياتها: "أسسنا شركتنا لنحقق أولاً مبيعات عالية ومن ثم التحول إلى شركة مساهمة عامة.
وبالطبع هذا لن يحدث إذا لم توضع منتجات يرغب بها المستهلكون ويقبلون عليها".
وتتطلع "القمة العالمية لطاقة المستقبل" إلى تعزيز الثقة لدى المستثمرين في صناعة الطاقة المتجددة والبديلة على مدى ثلاثة أيام، حيث سيطرح على طاولة البحث والنقاش مختلف المواضيع، وسيتم تقديم عروض شاملة ومتكاملة متعلقة من قبل أبرز الخبراء وخيرة العقول في مجال الطاقة النظيفة التجارية، ويأتي على رأسهم كل من كيفين باركر، مدير عام إدارة الأصول في "داتش بنك"؛ وماريو زين، نائب رئيس إدارة تطوير الأعمال في شركة "إل دي كي سولار"؛ والدكتور فرانك ماستيوكس، الرئيس التنفيذي لشركة "إي.
أن كلايميت آند رينيوابلز"؛ والدكتور سلطان أحمد الجابر، الرئيس التنفيذي لشركة "مصدر"؛ ودان أرفيزو، مدير عام "مخبر الطاقة المتجددة الوطنية" في الولايات المتحدة الأمريكية؛ والدكتور هيرمان شير، رئيس مجلس الإدارة العام للمجلس العالمي للطاقة المتجددة؛ وكين يينغ، الخبير والمهندس المعماري.
حول القمة العالمية للطاقة المستقبلية:
تحت رعاية الفريق أول الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، انعقدت الدورة الأولى من "القمة العالمية للطاقة المستقبلية" خلال الفترة من 21 ولغاية 23 يناير الماضي في مركز أبوظبي الوطني للمؤتمرات.
وجمعت القمة تحت سقف واحد أبرز الشخصيات الريادية لمناقشة القضايا الرئيسية المتعلقة بحلول وتقنيات الطاقة المستدامة والمتجددة بالإضافة إلى عروض تقديمية من قبل رؤساء الشركات وغيرهم، كما تم التطرق أيضاً إلى مختلف المواضيع المتعلقة بكيفية تبني هذه الحلول والآليات واتخاذ قرار حاسم في هذا الشأن.
كما أقيم على هامش القمة معرض دولي يسلّط الضوء على أحدث التقنيات التكنولوجية المبتكرة المتعلقة بصناعة استخراج الطاقة المتجددة والمستدامة.
وحضر القمة شخصيات بارزة من كبار المتحدثين من مختلف أنحاء العالم بمن فيهم الوزراء والشخصيات القيادية والخبراء والسياسيين وكبار رجال الأعمال ودعاة حماية البيئة. وتتولى شركة أبوظبي لطاقة المستقبل (مصدر) مسؤولية تنظيم هذا الحدث بالتعاون مع "توريت الشرق الأوسط".